القلق لدى أبناء المعلمات Anxiety among the children of teachers

يُعد القلق من بين المواضيع التي تناولها بعض الباحثين في الدراسات والبحوث, والأطر النظرية من زوايا مختلفة، ومما لا شك فيه أن أسبابه واختلاف مصادره وما يؤدي إليه لدى الأفراد هو التناولات المختلفة لها. فلا ريب أنَّ مصادره على اختلافها قد تختلف من فئة إلى أخرى، ومن فرد إلى آخر. ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة حيث سعى الباحثة لمحاولة التعرف على ظاهرة القلق، وعلاقته بصورة الجسد والاغتراب النفسي والقلق لدى الطلبة المعاقين بصرياً. فالقلق من الانفعالات الإنسانية الأساسية وجزء طبيعي في آليات السلوك الإنساني، وهو يمثل أحد أهم الاضطرابات المؤثرة على صحة الفرد ومستقبله، إضافة إلى تأثيره السلبي على مجالات الحياة المختلفة. ولذا سوف يحاول الباحثة هنا أن يستعرض كل ما يتعلق بالقلق وصولاً إلى قلق المعاقين بصرياً من صورة الجسم والاغتراب النفسي والقلق موضوع البحث هنا.
"يُعتبر القلق أيضاً من العوامل الرئيسية المؤثرة في الشخصية الإنسانية، وموضوع القلق كان وما زال من أهم الموضوعات التي تفرض نفسها دائماً على اجتهادات الباحثةين في العلوم النفسية لما له من أهمية وعمق وارتباط بأغلب المشكلات النفسية (فاروق السيد عثمان ، 2008: 13).
"والقلق عائق يحول بين الإنسان وقدرته على التصرف، والقلق لدى المعاقين بصرياً ينتج عن صراع داخل النفس بين نوازعها والقيود التي تحول دون هذه النوازع أو عن خوف من المستقبل أي ما يطلق عليه قلق المستقبل" (Future anxiety).
"إنَّ من التغيرات التي تحدث للفرد المعاق بصرياً والتي تصبح خصوصية تميزه عن الآخرين هي صورة الجسم (Body image)، فقد تتأثر هذه الصورة الذهنية التي يكونها المعاق بصرياً بقلق المستقبل لديه" (عبد الستار، 2007: 65).
لقد أطلق على القرن العشرين اسم "عصر القلق"، وأطلق عليه هذا الاسم لأن القلق هو طابعه الخاص؛ وإنسان هذا العصر يُعاني من العوامل النفسية المؤثرة في حياته اليومية، ومطالبه الاجتماعية. فالمجتمعات العصرية لم تَعُد ضحايا مجاعات وأمراض وأوبئة ولكن حلت محلها وبتأثير أكثر قسوة أوبئة نفسية خبيثة ومن بينها القلق، والقوى الرئيسية في مرض القلق هي الصراعات النفسية الاجتماعية والتي أصبحت من الحقائق المسلم بها في عصرنا الحالي.