فعالية برنامج قائم القصص القرآني في تنمية بر الوالدين لدى طفل الروضة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 قسم مناهج وطرق تعليم الطفل - كلية التربية للطفولة المبكرة - جامعة المنصورة

2 قسم اللغة العربية - كلية التربية - جامعة المنصورة

المستخلص

إن العصر الذي نعيشه شهد اهتمامًا متزايدًا بالطفولة المبكرة على كافة المستويات القومية، والعربية، والعالمية؛ لما لهذه المرحلة من تأثيرٍ عميق في حياة الطفل المستقبلية، كما أنها مرحلة لها قيمتها في ذاتها؛ لكونها مرحلة نمو مستمر للطفل في جميع النواحي البدنية، والعقلية، والنفسية، والاجتماعية، والدينية؛ ولذلك فإن الاهتمام بالطفولة المبكرة يُعد من أهم المعايير التي يقاس بها تحضر الأمم والشعوب.
وينعكس الاهتمام بالأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة على أدب الأطفال ولهذا تعد العناية بأدب الأطفال، وكتبهم، وقصصهم، وثقافتهم مؤشرًا مهمًا لتقدم الدول ورُقيها، وعاملاً جوهريًا في بناء مستقبلها، وأن الأدوار التي يقوم بها أدب الطفل المعاصر تتفرع، وتتعدد، وتخرج خارج نطاق الأهداف التقليدية الخاصة بتثقيف الأطفال والترفيه عنهم، وتدخل مجال تعليمهم وتربيتهم.                        (ليلى كرم الدين، 2014 :17)
وقد أجرى العديد من الباحثين عدد من الدراسات تؤكد أهمية دور القصص في تربية الطفل، ومنهم:

دراسة (كولينز، 1992)، والتي هدفت إلى إكساب الأطفال القيم والمفاهيم من خلال قيام الوالدين بسرد القصص على أطفالهم.
دراسة (عبد الناصر الشبراوي، 1992) دراسة هدفت إلى حصر المضامين القيمية في قصص أطفال مرحلة الروضة، والتعرف على القيم الشائعة، والقيم غير الشائعة في تلك القصص، وتصميم تصور مقترح لاستثمار القصص في تقديم القيم التربوية غير الشائعة والواجب توافرها في قصص الأطفال.
دراسة (هناء الجفري، 2008) هدفت إلى الكشف عن علاقة القصة بتربية الطفل، والتصور المقترح للتطبيقات التربوية للقصة في مرحلة رياض الأطفال، وقد خرجت الدراسة بنتيجة مهمة وهي أن القصة من أنجح الأساليب التربوية.

وتؤدي القصة دورًا مهمًا في تقديم الخبرات الأولى للطفل في التذوق الفني والجمالي، بالإضافة إلى أنها أداة مهمة من أدوات التثقيف والترفيه التي يمكن أن تساهم مساهمة فعالة في فتح أفاق جديدة لعقل الطفل في مرحلة رياض الأطفال؛ وذلك لأنها وسيلة من وسائل المعرفة التي تستخدمها الروضة في مجال تنشئة وغرس القيم الإيجابية المرغوب فيها، والقصة بما تحتويه من مضمون خلقي أو اجتماعي توجه الأطفال توجيهًا غير مباشر تقبله النفس ولا تمله، الأمر الذي ينظم تفكيرهم ويزودهم بالمعلومات، والقيم، الاجتماعية، والأخلاقية، ويصلهم بركب الثقافة والحضارة من حولهم في إطار مشوق، وممتع، وأسلوب سهل جميل.                              (سعيد عبد المعز، 2006)
وقد أجرى عبد الحكيم محمد (2001) دراسة هدفت إلى بناء برنامج قصصي لتنمية بعض القيم الأخلاقية لطفل الروضة، وإلى تحديد شخصيات القصة ما بين بشرية أم حيوانية، التي يمكن الاعتماد عليها في تنمية بعض القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة، وقد أسفرت الدراسة عن الدور الفعال للبرنامج القصصي في تنمية القيم الأخلاقية لدى طفل الروضة وخصوصًا البرامج القصصية ذات الشخصيات الإنسانية.
كما أن القرآن الكريم قد أهتم بالقصة وجعلها باعثًا على التفكير والتدبر؛ لأنها واقعة حية، صادقة التعبير، قوية التأثير، عظيمة المقصد، تتحرك فيها الشخصية والحدث، وإذا كانت القصة تجربة حية مقتطعة من الحياة المتحركة المتفاعلة؛ فإنها تشد الانتباه، وتعمل الفكر، وتحرك المشاعر، ويشعر المتلقي (طفلًا – راشدًا) بأنه يعيش وسط الحدث، ويتمثله، ويعايشه إلى حد كبير ويتخذ موقفًا مبنيًا على قناعة خاصة استلهمها من التجربة المتواجدة في القصة، واتخاذ الموقف يتبعه سلوك؛ ذلك هو الذي يمكن فهمه فيما ورد من نصوص قرآنية كريمة حول القصة بصفة عامة، وقد أدرك الإسلام الميل الفطري إلى القصة ومالها من تأثيرٍ ساحر على القلوب، والعقول، فاستخدمها وسيلة عامة، وشاملة في التربية؛ لذلك لا بد أن يقتدي الأطفال بأنبياء الله عز وجل، والقصة خير وسيلة للوصول إلى ذلك؛ ولهذا كان النبي (ﷺ) كثيراً ما يقص على أصحابه قصص السابقين للعظة والعبرة.      (أمل خلف، 2012)

الكلمات الرئيسية