الوحدة النفسية لدى الأطفال

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة المنصورة - کلية الاداب - قسم علم النفس

المستخلص

يعاني الإنسان المعاصر في المجتمعات کافة من مشکلات نفسية واجتماعية واقتصادية ومهنية عدة نتيجة للتطور التکنولوجي الهائل والسريع الذي يعجز الفرد من ملاحقته فضلًا عن التغيرات التي لحقت بالقيم الإنسانية. ومن هذه المشکلات النفسية مشکلة الشعور بالوحدة النفسية، إن الشعور بالوحدة النفسية حالة ينفرد بها الإنسان عن غيره من الکائنات الحية بسبب امتلاکه نظامًا اجتماعيًا، يتأثر به ويؤثر فيه، وأي خلل قد يحدث في الأواصر التي تربط الإنسان بغيره من أبناء جنسه أو أي تغير يحدث في النظام الاجتماعي، ينعکس على الفرد، وينتج عنه اضطراب في الطابع الاجتماعي المکتسب لدى الأفراد، ما يولد لديهم الشعور بالاغتراب أو الانعزال أو معاناة الوحدة النفسية وکما تترک آثارًا على الفرد حيث من شأنها أن تؤثر على مجمل نشاطاته کما أنها تُعد نواة لمشکلات أخري.
لقد نظر الباحثون والمتخصصون إلى مفهوم الوحدة النفسية في الآونة الأخيرة على أنه مفهوم مستقل له خصائصه المميزة، وعلى الرغم من التداخل الموجود بين مفهوم الوحدة النفسية وبعض المفاهيم السيکولوجية الأخرى کالعزلة الاجتماعية والاغتراب النفسي إلا أن الوحدة النفسية تحدث نتيجة لافتقار الإنسان لأن يکون طرفًا في علاقة محددة أو مجموعة من العلاقات. (مجدي الدسوقي، 2007: 225).
کما ترى (أمال قطينة، ٢٠٠٣: 116) أن الشخص الذي يميل إلى العزلة يبدو وحيدًا منعزلًا عن الناس، وهو يحاول دائمًا تجنب المجتمعات، والأماکن العامة، وبقضي معظم وقته في الأعمال الفردية کالقراءة، والرسم، وأحلام اليقظة، وإذا اضطرته الظروف أن يکون موجودًا بين الناس، فإنه يبقى صامتًا وإذا أجبر على الکلام اضطراب وخجل.
فالفرد لا يعش بمعزل عن العالم ولا يحبس نفسه في برج عاجي بعيدًا عن البشر حيث أن فطرته التي فطره الله عليها تحتم عليه الاتصال بغيره للتعاون معه مؤثرًا فيه ومتأثرًا به (ماهر محمود عمر، 1988: 28) کما يشکل الشعور بالوحدة النفسية مشکلة رئيسية للشباب والمراهقين، وخاصة العاجزين عن الانفتاح وتکوين علاقات حميمة وناجحة مع الآخرين، وکذلک الذين يتسمون بالسلبية والخجل الشديد، إلى غير ذلک من سمات شخصية تؤدي إلى نقص المهارات الاجتماعية اللازمة لتحقيق التکيف الملائم للظروف البيئية وللمتغيرات الطارئة عليها. ويزداد النقص في تلک المهارات الاجتماعية لدى الشباب والمراهقين في المجتمعات الشرقية بخاصة نتيجة لانعکاس آثار أساليب التنشئة الاجتماعية غير السوية من تسلط وتفرقة بين الجنسين في المعاملة ويؤدي شعور المراهق أو الشاب بالعزلة أو الوحدة إلى الشعور بالاکتئاب والاضطرابات الانفعالية، کما يختل توازنه النفسي نتيجة لاختلال التوافق الاجتماعي. (محمد حسين ومنى الزياني، 2004: ٦).

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


  1. المراجع

    1. إبراهيم قشقوش (2008): سيکولوجية الإحساس بالوحدة النفسية، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصرية.
    2. آمال جودة (2005): الوحدة النفسية وعلاقتها بمفهوم الذات لدى الأطفال في محافظة غزة، المؤتمر التربوي الثاني الطفل الفلسطيني بين تحديات الواقع وطموحات المستقبل، بکلية التربية بالجامعة الإسلامية: غزة، ص775-805.
    3. انتصار يونس (2003): السلوک الإنساني، دار المعارف، جامعة الإسکندرية.
    4. جمال شفيق (2007). تباين مستويات الشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين من الجنسين ومدى قدرتها التنبؤية ببعض متغيرات الشخصية، مجلة علوم وفنون، دراسات وبحوث، جامعة حلوان، مجلد ٩، العدد ٤، ص128-129.
    5. سعد جلال (١٩٨٦): في الصحة العقلية والأمراض النفسية والعقلية والانحرافات السلوکية، دار الفکر العربي: القاهرة.
    6. سلوى عبد الباقي (2002): موضوعات في علم النفس الاجتماعي. مرکز الإسکندرية.
    7. سمير شيخاني (د.ت): اقهر الخجل واختبارات نفسية متفرقة، ترجمة سوزاريني فرنسوا، ط(٢)، بيروت، دار الجيل.
    8. صالح الصنيع (2005): دراسات في التأصيل الإسلامي لعلم النفس، الرياض. دار عالم الکتب.
    9. عادل العقيلي (2004): الاغتراب وعلاقته بالأمن النفسي لدى طلبة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بمدينة الرياض، رسالة ماجستير منشورة، کلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.

    10.عادل غنيم (٢٠٠٦). التقبل الاجتماعي وعلاقته بالشعور بالوحدة النفسية لدى المراهقين المعاقين سمعيًا، مجلة دراسات نفسية، القاهرة، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية، المجلد ١٦، العدد 50، ص45-71.

    11.غريب عبد الفتاح (2002): مقياس بيک الثاني للاکتئاب، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصرية.

    12.فريدة آل مشرف (2008): تأثير متغيرات الجنس والجنسية والتخصص الدراسي في درجة الشعور بالوحدة لدى عينة من طلاب جامعة الخليج العربي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، ع (٨٨)، ص171.

    13.فهد الربيعة (2007): الوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية لدي عينة من طلاب الجامعة، مجلة علم النفس، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للکتاب، العدد ٤٣، ص ص30-43.

    14.فيولا الببلاوي (2011): الأطفال في الأزمات. مجلة الطفولة والتنمية، ج(١)، 25-59.

    15.کريمان عويضة (2013): الشعور بالوحدة النفسية وعلاقته بالتوافق النفسي، مجلة کلية التربية، جامعة عين شمس، المجلد ٣، العدد ١٧، ص ص43-83.

    1. Anderson, A. (2015). Birth order and social loss among a group of elderly women. Journal of Psychosomatic Research, Vol. 29, No. 1, pp. 33-421.
    2. Babladelis, G. (2014). The study of personality. New York: Holt, Rinehart and Winston.
    3. Bragg, E. (2009): A comparative study of loneliness and depression. Dissertation Abstracts International, Vol. 39 (B-12), P. 6109.
    4. Stokes, J. (2015). The relation of social network and individual difference variables to loneliness. Journal of Personality and Social Psychology, Vol. 48, pp. 981-990.