طفل التوحد

يعتبر الأفراد ذوو اضطراب التوحد فئة غير متجانسة من ناحيتي الخصائص والصفات. وربما يکون الاختلاف بين فرد وفرد من ذوي اضطراب التوحد أکبر من التشابه. ولکن هذا لا يعني عدم وجود خصائص عامة يتسابه بها الأفراد الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد. کما أن هنالک عددًا من الخصائص العامة التي تميز أفراد هذه الفئة وتساعد على تشخيصهم، کون تشخيص أفراد هذه الفئة يتم عن طريق المظاهر السلوکية. إذ يحذر المرکز القومي للبحوث من أن اضطراب التوحد يمکن النظر إليه ووصفه بشکل أفضل على أنه يعد بمثابة طيف من الاضطرابات التي تختلف في مدى حدة أعراضها، وعمر الطفل عند بداية الاضطراب، والارتباط مع الاضطرابات الأخرى مثل: الإعاقة العقلية أو التأخر اللغوي أو الصرع على سبيل المثال. کذلک قد تختلف أعراض اضطراب التوحد من طفل إلى آخر حتى إنها قد تختلف عند الطفل نفسه من وقت إلى آخر، إذ لا يوجد سلوک واحد معين عادة ما يعتبر هو الذي يدل على ذلک الاضطراب، کما أنه لا يوجد من جانب آخر أي سلوک معين يمکن من خلاله استبعاد تشخيص التوحد عند الطفل على الرغم من وجود شروط عامة ثابتة تستخدم في سبيل تشخيص هذا الاضطراب لدى الأطفال، وبخاصة فيما يتعلق بأوجه القصور الاجتماعي.
ويذکر (Heflin & Alaimo, 2007: 87)  أن خصائص اضطراب التوحد تبدأ بالظهور منذ الأشهر الأولى، ولکنها تتضح بشکل أکبر بعد سنتين أو ثلاث سنوات من عمر الطفل وتستمر حتى مرحلة البلوغ وما بعدها.
فتعد الذاتوية أم الإعاقات إذا جازت التسمية لأنها تکاد تجمع بين خصائص ومظاهر وأعراض کافة الإعاقات الأخرى على اختلافها فالأطفال الذاتويين حواسهم سليمة ولکنهم يبدون کمن لا يسمع ولا يرى ولا يتکلم وکأنهم معاقون سمعيا وبصريا ولغويا , ونسبة ذکاء غالبيتهم منخفضة وکأنهم متخلفون عقليا , ويهيمون بخيالهم فى عالم صنعوه بأنفسهم وکأنهم معاقون فکريا , وحرکاتهم وسکناتهم غريبة وکأنهم معاقون حرکيا لا يشعرون بمن حولهم ولا يشعرون بهم ولا يبادلونهم أية انفعالات , أو علاقات الأمومة والأبوة , وکأنهم أيتام بلا أبوين ومحرمون عاطفيا ولا يستمتعون باللعب مع الآخرين , وکأنهم محرومون اجتماعيا وثقافيا 0  ( عصام زيدان  ، 20004 , 138 ) 
أصبح الاضطراب الذاتوى هو ثاني أکثر الإعاقات العقلية انتشارا لا يسبقه فى ذلک سوى التخلف العقلي فقط , أما متلازمة داون فتأتى بعده مباشرة0  ( عادل عبد الله , 2008 , 25 ) ورغم ذلک تعانى العيادات النفسية من قصور واضح فى تشخيص وعلاج هذا الاضطراب    (نادية ابو السعود , 2015 , 34 )  ولذا سوف نتناول تعريف الاضطراب الذاتوى وتوضيح بعض الملامح التى تخصه