تفعيل دور بعض المؤسسات التربوية نحو التفکک الأسرى بالمجتمع وأثره على النشئ "دراسة ميدانية بمحافظة السويس"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 جامعة السويس - کلية التربية - قسم التربية الفنية

2 جامعة السويس - کلية التربية - قسم اصول التربية

المستخلص

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان، وجعل الزوجة سکناً له، وجعل بينهما مودة، ورحمة، ورأفة، ومحبة من خلال الزواج، والذي هو من سنن الله في الحياة، وهو حفاظ للأسرة والمجتمع)[1](.
قال الله سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْکُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَکُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِکَلَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَکَّرُونَ(الروم : 21) أى: ومن آياته الدالة على رحمته بکم، أنه سبحانه-خلق لکممن جنسکم أزواجا، لتسکنوا إليها، وجعل بينکم محبة ورأفة([2]).
      فقد حث الإسلام على بناء الأسرة، ودعا الناس إلى أن يعيشوا في ظلالها، إذ هي الصورة المثلى للحياة المطمئنة التي تلبي حاجات الإنسان([3]).
      فوظيفة المنزل التربوية کإحدى المؤسسات ذات الآثر البعيد في المجتمع وفيها يتعلم الطفل أول ما يکتسبه عما هو صحيح أو خاطئ ولقد تقلصت وظيفة الأسرة التربوية في العصر الحديث إلى حد کبير. فقد ازدادت أعباء الحياة على الآباء، وکذلک زيادة عدد الأمهات العاملات، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مما أدى إلى نقص الفرص التعليمية للأطفال داخل المنزل وبالتالي ازدادت الأعباء التربوية على
قال الله سبحانه: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْکُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَکُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِکَلَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَکَّرُونَ(الروم : 21) أى: ومن آياته الدالة على رحمته بکم، أنه سبحانه-خلق لکممن جنسکم أزواجا، لتسکنوا إليها، وجعل بينکم محبة ورأفة([2]).
      فقد حث الإسلام على بناء الأسرة، ودعا الناس إلى أن يعيشوا في ظلالها، إذ هي الصورة المثلى للحياة المطمئنة التي تلبي حاجات الإنسان([3]).
      فوظيفة المنزل التربوية کإحدى المؤسسات ذات الآثر البعيد في المجتمع وفيها يتعلم الطفل أول ما يکتسبه عما هو صحيح أو خاطئ ولقد تقلصت وظيفة الأسرة التربوية في العصر الحديث إلى حد کبير. فقد ازدادت أعباء الحياة على الآباء، وکذلک زيادة عدد الأمهات العاملات، بالإضافة إلى عوامل أخرى، مما أدى إلى نقص الفرص التعليمية للأطفال داخل المنزل وبالتالي ازدادت الأعباء التربوية على المدرسة. فکثير من النواحي التي کانت فيما مضى من مسئوليات الأسرة، مثل التربية الخلقية والتربية الجنسية، أصبحت الآن مهملة، مما يوجب على المدرسة العناية بها([4]).       
      فلدور الأسرة أهمية على التحصيل الدراسي للأبناء فالانتماء الاسري يؤثر على التحصيل الدراسي لتلاميذ المرحلة الإعدادية لابناء الامهات العاملات([5]).
          فالأبناء يتأثرون بالعلاقات الأسرية. فهم في الأسر المترابطة يتمتعون بالإستقرار الإنفعالي في وسط الترابط ذات الصلات الوثيقة ويتمتعون بالأمان والتوحد مع ذويهم وتقوى صلتهم بالمجتمع المحيط بهم بحرية أکثر عنهم في غير الترابط. أما الذين يعيشون وسط تفکک يشعرون بعدم الأمان ويضعف من صلتهم بالمجتمع المحيط بهم وبأن مستقبلهم مهدد بسبب المشاکل الأسرية([6]).                   
          وتتعدد العوامل المرتبطة بتوافق الأسرة واستقرارها ومنها: الشخصية والعوامل الوراثية، وتباين التنشئة الإسرية، والجانب العاطفي والجنسي، وتغيير الأدوار الإجتماعية وصراع الأدوار، والعوامل الإقتصادية، والإنجاب وتأثيره، وسن الزواج، ودور الأهل، ومدة الزواج، وطفولة أحد الزوجين وتأثيرها([7]).
ومن ناحية أخرى، فهناک عوامل خارجية وداخلية تؤدي إلى التفکک الأسري وتتمثل العوامل الخارجية في: العوامل الإقتصادية والإجتماعية(تأثيرات المستجدات الحديثة على الأنماط الأسرية والخلافات الزوجية، وتأثير البطالة على الحياة الزوجية، وتأثير الفقر عليها، وتأثير تطور عمل المرأة عليها، وإختلاف البيئة الثقافية بين الطرفين، والعوامل الطبيعية، وتکمن العوامل الداخلية في مشکلات قبل الزواج، ومشکلات أثناء الزواج، ومشکلات بعد الأولاد وتقاعد رب الأسرة([8]).
ويعتبر التفکک الأسري من أبرز الاشياء التي تؤدي إلي عدم التماسک الاسرى، والتي يمکن تحديد أسبابها في الآتي: أسباب تعود إلى الزوج وهي إنشغاله عن مطالب أسرته، وذلک للبحث عن السفر المتکرر أو الغياب بدون سبب أو إدمان المخدرات، وسوء المعاملة لأسباب ثانوية، واستماع الزوج والزوجة إلى الأکاذيب من الأقارب والأصدقاء، وإقدامه على الزواج من إمرأة أخرى، وعدم قدرته على النفقة على زوجته([9]).
وفضلاً عن ذلک، فهناک أسباب أخرى ومنها:- اختلاف المستوى الإجتماعي والإقتصادي والثقافي، والحب الذي يسبق الزواج، وانخفاض المستوى الإقتصادي، وعدم التوصل إلى تفاهم حول الکثير من متطلبات الزوج، وعدم الإتفاق على أسلوب الحياة المشترکة، وعدم التأقلم مع فکرة الزواج نفسها، وعدم إنجاب الأولاد)[10](.
وقد ظهرت مشکلات عدة مثل هجر الزوج والإدمان والمنازعات بين الزوجين ناتجة عن سوء التوافق بين الزوجين، وأدت إلى تفکک أسرى.
ومن أبرز أسباب التفکک الأسري: عدم الالتزام ببعض الأسس الشرعية للزواج، المشکلات الأسرية، فشل الوالدين في التنشئة الأسرية السليمة لأبنائهم، الفقر والبطالة، عمل المرأة، اخدم في الأسرة، الخيانة الزوجية، تحديات العولمة والاعلام، الزواج بغير المسلمة، فقدان أحد الأبوين أو کلاهما مما يسبب في نشوء أسرة قاصرة في معناها المتکامل، وللفوارق الشاسعة في السن وطبيعة البيئة ومراحل التعليم والجوانب الثقافيةأثرها الواضح في التأثير بين الزوجين مما يؤثر سلباً على کيان الأسرة مهدداً لها بالانهيار([11]).
ومن العوامل التي تؤدي للتفکک الأسري: الشخصية والعوامل الوراثية، اختلاف التنشئة الاجتماعية، تغير الأدوار الاجتماعية وصراع الأدوار، التمييز النوعي في الأدوار، التوتر العاطفى والجنسي، المشکلات الاقتصادية([12]).
ومن مظاهر التفکک الأسري: الطلاق، الانفصال أو الهجر، الخصام الأسري، ضعف التماسک العاطفي في الأسرة، أساليب النمشئة الأسرية الخاطئة([13]).



[1]- آمال جمعة عبد الفتاح: القضايا والمشکلات الاجتماعية المعاصرة، دار الکتاب الجامعي، بيروت، 2015م، ص ص43، 47. 


[2]- محمد سيد طنطاوي: التفسير الوسيط للقرآن الکريم، م(11)، دار السعادة، القاهرة، 1985م، ص76.


[3]- مصطفى عبد الواحد: الزواج في الإسلام وحقوق الزوجين، دار الاعتصام، ط3، القاهرة، 1971م، ص17.


[4]- وهيب سمعان، رشدي لبيب: "دراسات قي المناهج"، مکتبة الآنجلو المصرية، 1982م.


[5]- مها زکريا صالح: الإنتماء الأسري ومستوى التحصيل الدراسي لتلاميذ المرحلة الإعدادية لأمهات عاملات وغير عاملات دراسة وصفية مقارنة، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس، 2000م.   


[6]- مروة محمد أحمد: التوافق الزواجي وعلاقته بإبداع الأطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة، رسالة ماجستير غير منشورة، معهد الدراسات العليا للطفولة، جامعة عين شمس، 2008م.  


[7]- شيماء جمال محمد: الذکاء الوجداني والتوافق الزواجي لدى الزوجات في الأسر حديثة التکوين، دار المکتب الجامعي الحديث، الإسکندرية، 2015م، ص109.


[8]- مروان إبراهيم القيسي: المرأة المسلمة بين اجتهادات الفقهاء وممارسات المسلمين، ط2، دار الفضيلة، الرياض، 2000م، ص28.


[9]- أبو فريحان جمال بن فريحان: الطلاق أسبابه وعلاجه، دار منارة الإسلام، القاهرة،2012م،ص ص32، 38.


[10]- آمال جمعة عبد الفتاح: القضايا والمشکلات الاجتماعية المعاصرة، مرجع سابق، ص ص 26، 28.


[11]- ابراهيم جابر السيد: التفکک الأسري الاسباب والمشکلات وطرق علاجها: معهد الدراسات والبحوث التربوية، دار التعليم الجامعي، 2013م، ص ص63، 65.  


[12]-إجلال إسماعيل حلمي: علم اجتماع الزواج والأسرة رؤية نقدية للواقع والمستقبل، معهد الدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة، مکتبة المعهد، مکتبة الانجلو المصرية، 2013م، ص ص143، 147.   


[13]- عبد اللطيف عبد القوى سعيد: مشاکل الوسط الأسري وعلاقتها بانحراف الأحداث، معهدالدراسات والبحوث التربوية، جامعة القاهرة، مکتبة المعهد، مؤسسة طيبة للنشر والتوزيع، 2010م، القاهرة، ص ص55، 58.  


 
 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


 أولاً- القرآن الکريم.
ثانياً- کتب التفاسير
1-            محمد سيد طنطاوي: التفسير الوسيط للقرآن الکريم، دار السعادة، م10، القاهرة، 1985م، ص ص121، 123.
2-            محمد سيد طنطاوي: التفسير الوسيط للقرآن الکريم، دار السعادة، م11، القاهرة، 1985م، ص76.
ثالثاً- القواميس والمعاجم
1-            أحمد حسين اللقاني، على أحمد الجمل: معجم المصطلحات التربوية والمعرفة في المناهج وطرق التدريس، عالم الکتب، القاهرة ، 2003م.
2-            ديو بولد ب.فان دالين، ترجمة سيد أحمد عثمان: مناهج البحث في التربية وعلم النفس، (د.ن)، 1977م، ص292.
3-            محمد عاطف غيث: قاموس علم الإجتماع، دار الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 1979م.
4-            مصطفى رجب وحسين طه: مناهج البحث التربوي بين النقد والتجديد، دار العلم والإيمان، القاهرة، (د.ت).
رابعاً- الکتب العربية
1-            أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي: الطلاق أسبابه وعلاجه، منارة الإسلام للنشر والتوزيع، القاهرة، 2013م.
2-            أبي عبد الله مصطفى ابن العدوي: أحکام النکاح والزفاف والمعاشرة الزوجية في سؤال وجواب، دار بن رجب، القاهرة، 2013م.
3-            أحمد بن عبد الرحمن القاضي: الخلافات الزوجية(أسبابها، وعلاجها)، 2010م.
خامساً- رسائل الماجستر والدکتوراه
1-            أمل أحمد جمعة محمد: "برنامج إرشادي لتنمية تمايز الذات لدى أبناء أمهات الطلاق العاطفي"، کلية التربية، جامعة القاهرة، رسالة دکتوراة الفلسفة في التربية(تخصص الإرشاد النفسي)، 2013م.
سادساً-الکتب المترجمة
1-            ألفريد آدلر: الطبيعة البشرية، ترجمة عادل نجيب بشرى، دار المجلس الأعلى للثقافة، ع 846، القاهرة، 2005م.
سابعاً- الدوريات والمجلات العربية
1-            فالنتين م.موجادام ولوسى سينفتوفا: "قياس مدى تمکين المرأة من حقوقها: المشارکة والحقوق في المجالات المدنية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية"، من أبحاث المجلة الدولية للعلوم الإجتماعية، "النتائج: تمکين المرأة من حقوقها – عشر سنوات بعد مؤتمر بکين، ع184، يونية/جزيران 2005م، ص11.
ثامناً- المؤتمرات والملتقيات
1-            عالية بنت محمد الخياط: "دور الأسرة التربوي في تدعيم معاني الوحدة الوطنية لدى الأبناء"، مؤتمر الوحدة الوطنية...ثوابت وقيم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المنعقد في الفترة من16-18سبتمبر2013م، السجل العلمي(4).
تاسعاً- الوثائق والتقارير
عاشراً- الصحف
حادي عشر- مواقع على شبکة الإنترنت
اثنى عشر- المراجع الأجنبية
ثالث عشر- رسائل الماجستير والدکتواة الأجنبية
1-  Ehab Mohamed Tawfik Mahm0ud Sakr: “ Determinants of Age at First Marriage among Egyptian Women”, faculty of Economics a political science, Cairo university, master of science, 2013.
2-  Hackstaff.karla Brent: “Divorce culture: A breach in gender relations”, university of California, Ph.D., 1994.
3-  Vogtli, Judith Marie: “Personality attributions a Scribed to divorced mothers living apart from their children“, state university of new York at buffalo, Ph.D., 1989.